صلاحيات رئيس الحكم الانتقالي ودوره في قيادة المرحلة الانتقالية

الكاتب: اتحاد سوريا العهد الجديد تاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق


بقلم أ. دانية عبد الهادي: رئيس الحكم الانتقالي هو شخصية محورية في رسم مستقبل الدول الخارجة من الأزمات، لكن نجاحه يعتمد على مدى التزامه بعدم استغلال السلطة لمصلحته الشخصية.


تلعب الفترات الانتقالية دورًا حاسمًا في تاريخ الشعوب، حيث تمثل جسراً بين مرحلة عدم الاستقرار السياسي وبناء نظام ديمقراطي. في هذه المراحل، يُمنح رئيس الحكم الانتقالي صلاحيات محددة لتسيير شؤون الدولة وضمان انتقال سلس للسلطة. لكن السؤال الأهم هو: ما حدود هذه الصلاحيات؟ وهل يمكن لرئيس الحكم الانتقالي أن يترشح لرئاسة البلاد بعد انتهاء المرحلة الانتقالية؟

صلاحيات رئيس الحكم الانتقالي
تختلف صلاحيات رئيس الحكم الانتقالي من دولة إلى أخرى، لكنها تتفق في بعض الجوانب الأساسية، ومنها:

1. إدارة شؤون الدولة مؤقتًا
رئيس الحكم الانتقالي يشرف على تسيير أعمال الحكومة وضمان استمرار الخدمات العامة، لكنه لا يملك الحق في اتخاذ قرارات استراتيجية بعيدة المدى. فدوره أشبه بمنسق عام للحكومة أكثر من كونه رئيسًا دائمًا.

2. الإشراف على الانتخابات والتحضير لها
تتمثل أهم مهامه في ضمان إجراء انتخابات نزيهة وشفافة، حيث يعمل مع الهيئات الانتخابية والمراقبين الدوليين لتحقيق ذلك. ويُمنع في بعض الدول من الترشح منعًا لاستغلال النفوذ.


3. تمثيل الدولة دوليًا
يكون مسؤولًا عن العلاقات الخارجية، لكن دون توقيع اتفاقيات طويلة الأمد يمكن أن تؤثر على مستقبل البلاد بعد المرحلة الانتقالية.

4. إصدار قرارات وتشريعات مؤقتة
في بعض الحالات، يُمنح رئيس الحكم الانتقالي سلطة إصدار مراسيم تنفيذية، لكنها غالبًا ما تكون محصورة في الأمور الإدارية، دون تعديل جذري في قوانين الدولة.


5. حفظ الأمن والاستقرار
باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة أو المسؤول عن الأجهزة الأمنية، يضمن استقرار البلاد، لكنه مُلزم بعدم استخدام القوة ضد الشعب، بل العمل على تحقيق مصالحة وطنية.


غياب الدستور واستمرار الحكم الانتقالي

في بعض الحالات، تكون الدولة بلا دستور مُنظم، مما يفرض استمرار رئيس الحكم الانتقالي حتى وضع دستور جديد. يتم ذلك عبر لجنة تشريعية تُشكلها أطراف سياسية مختلفة تمثل جميع مكونات الشعب، وقد تكون برعاية أممية لضمان التوافقاذا ما طلبت بعض الأطراف السياسية ذلك. بعد إعداد الدستور، يُعرض للاستفتاء الشعبي، وفي حال الموافقة عليه، يتم تحديد موعد للانتخابات الرئاسية وفق القواعد الجديدة.


أمثلة تاريخية على الحكم الانتقالي

- السودان (2019-2021):بعد سقوط نظام البشير، تم تشكيل مجلس سيادي انتقالي برئاسة عبد الفتاح البرهان، لكنه شهد اضطرابات سياسية حالت دون الوصول إلى انتخابات مستقرة.

- ليبيا (2021-حتى الآن): تولى عبد الحميد الدبيبة رئاسة حكومة انتقالية بهدف الإعداد لانتخابات، لكنه واجه صعوبات في تنفيذ خارطة الطريق، مما أدى إلى تمديد المرحلة الانتقالية.

- تونس (2011-2014):بعد الثورة التونسية، تولى المنصف المرزوقي رئاسة البلاد بصفة انتقالية، وتم وضع دستور جديد قبل إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وفقه.



ختاماً نقول؛ إن رئيس الحكم الانتقالي هو شخصية محورية في رسم مستقبل الدول الخارجة من الأزمات، لكن نجاحه يعتمد على مدى التزامه بعدم استغلال السلطة لمصلحته الشخصية. في ظل غياب دستور، ويستمر في الحكم حتى إنشاء دستور عبر لجنة تشريعية، ثم يُطرح للاستفتاء برعاية أممية، ليُفتح بعدها الباب أمام الانتخابات الرئاسية وفق أسس ديمقراطية سليمة. ضمن هذا المسار يضمن الانتقال السلس من الحكم المؤقت إلى الاستقرار السياسي الدائم.



الاستاذة دانية عبد الهادي / عضو مؤسس اتحاد سوريا العهد الجديد
محامية وعضو في منظمة حقوق الإنسان، حاصلة على درجة البكالوريوس في القانون الدولي، وتتمتع بخبرة واسعة في الدفاع عن قضايا الحقوق المدنية والسياسية.




قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

8301667542222144432

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث