الشباب ركيزة العهد الجديد ومسؤولية البناء الوطني

الكاتب: اتحاد سوريا العهد الجديد تاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق
null

أ. هلا لاذقاني : الشباب السوري هم عماد العهد الجديد، ومسؤوليتهم تكمن في بناء وطن موحد بعيداً عن الفتن الطائفية التي تُستخدم كأداة لتفتيت المجتمع، مما يتطلب وعياً وإرادة جماعية لمواجهة التحديات.


في مرحلة حاسمة من تاريخ سوريا، يقف الشباب السوري على مفترق طرق يحدد ملامح المستقبل، فهم ليسوا مجرد جيل قادم، بل هم عِماد الحاضر وأمل العهد الجديد. إن سوريا التي عانت من جروح الآلة العسكرية للنظام البائد، وتداعيات الانقسام الداخلي بحاجة إلى طاقات شبابها الخلاقة وإرادتهم الصلبة لبناء مجتمع جديد متماسك يسوده الانسجام الوطني.

وهنا يتحمل الشباب السوري مسؤولية تاريخية في هذه المرحلة، فهم القوة الحقيقية القادرة على دفع عجلة التنمية وإعادة إعمار البلاد، ليس فقط على مستوى البنية التحتية، ولكن أيضاً على مستوى الفكر والتعايش المشترك. ومثلما يقول السياسي الراحل "نيلسون مانديلا: الشباب هم صانعو التغيير، وهم القادرون على تحويل المستحيل إلى ممكن." وهذا ينطبق تماماً على الشباب السوري الذين أثبتوا مراراً قدرتهم على التكيف والصمود رغم كل التحديات.

إن العهد الجديد يتطلب وعياً عميقاً بمخاطر الانزلاق نحو الفتن الطائفية والفكر التقسيمي، حيث إن الهوية السورية يجب أن تبقى الأساس الجامع لكل مكونات الشعب السوري.

لا يمكن إنكار أن هناك أطرافاً تعمل بشكل ممنهج على بث الفتنة في المجتمع السوري. تستغل هذه الأطراف الفضاء الإلكتروني وغرف التواصل الافتراضي لترويج الكراهية وتحريض الشباب على إطلاق الأحكام والمهاترات التي تصل إلى حد الخطاب الطائفي.

وقد قالها الاستاذ علاء الباشا في أحد خطاباته : "الفتنة ليست مجرد كلمة؛ إنها سلاح مدمر يستخدمه أعداء الحرية لتفتيت المجتمع من الداخل." هذا السلاح الخفي يعتمد على إشعال نار الأحقاد بين أبناء الشعب الواحد، مما يعرقل أي فرصة للتعايش السلمي وإعادة بناء البلاد.


مسؤولية الشباب في مواجهة الفتنة
ومن هنا نقول إن الشباب السوري اليوم أمام مسؤولية كبيرة لحماية المجتمع من هذه المحاولات التخريبية. يجب أن يدركوا أن ما يجري في غرف التواصل الافتراضي ليس حرية تعبير بقدر ما هو أداة مسيسة تهدف إلى استغلالهم كوسيلة لتحقيق أهداف خبيثة.

ويتوجب على الشباب السوري أن يكونوا أكثر وعياً وفطنة تجاه هذه المحاولات، وأن يعملوا على تعزيز قيم الوحدة الوطنية والتسامح. فـ التغيير لا يأتي بانتظار شخص آخر، بل يأتي عندما نكون نحن من نصنع التغيير."

في هذه المرحلة الحساسة، يحتاج الشباب السوري إلى التمسك بالحوار كوسيلة للتفاهم، ونبذ التعصب كلياً. سوريا كانت وستبقى وطناً لكل أبنائها دون تمييز، وهذا ما يجب أن يكون هدف العهد الجديد.

ختاماً نقول، إن إعادة بناء سوريا تحتاج إلى جهود كل فرد، والشباب هم أساس هذا البناء. عليهم أن يرفضوا أن يكونوا أداة في يد أعداء سوريا الحرة، وأن يعملوا يداً بيد لبناء سوريا موحدة، مزدهرة، وحرة من قيود الأحقاد والفتن.


بقلم أ. هلا لاذقاني: عضو اتحاد سوريا العهد الجديد

أستاذة في السياسة الدولية وباحثة متخصصة في شؤون الشرق الأوسط والصراعات الإقليمية، تركز أبحاثها على بناء السلام وتعزيز الوحدة الوطنية.

روابط التواصل الاجتماعي



قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

8301667542222144432

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث