
بقلم أ.د فاتح رجوان : بناء مجتمع متعافٍ يتطلب مواجهة الجراح النفسية بشجاعة وإبداع
مايُعرف بـ ( PTSD)، أو بسبب التهجير والنزوح القسري الذي أدى إلى تمزق النسيج الاجتماعي وظهور مشكلات كالاكتئاب والقلق العام.
هنا يجب علينا كـ مجتمع شعبي ودولة وكـ اتحاد، أن ندرك أن بناء مستقبل سوريا في عهدها الجديد لا يمكن أن يتم دون معالجة هذه الجراح النفسية العميقة. وأيضاً، أن الصحة النفسية ليست رفاهية، بل هي حق أساسي وجزء لا يتجزأ من إعادة بناء الدولة والمجتمع. لذلك، تأتي رؤيتنا في تخطي هذا الموضوع كالتالي:
1. إنشاء مراكز دعم نفسي متخصصة:العمل والسعي لإقامة مراكز علاجية في مختلف المدن والمناطق، تكون قادرة على توفير جلسات العلاج النفسي السلوكي المعرفي (CBT) والعلاج الجماعي، إلى جانب الاستشارات الفردية والعائلية.
2. إطلاق برامج دعم للناجين من الاعتقال: الكثير ممن عانوا من التجربة القاسية للاعتقال يعانون من أعراض نفسية مثل اضطراب الكرب الحاد ( Acute Stress Disorder) أو متلازمة الذهان التفاعلي (Reactive Psychosis). لهذا نهدف إلى توفير ورش عمل ودورات تأهيلية تساعدهم على الاندماج من جديد في المجتمع وتجاوز آثار الصدمة.
3. الاهتمام بالنزوح وآثاره النفسية: التهجير القسري وما تبعه من فقدان للهوية والانتماء خلفا شعورًا عميقًا بالاغتراب والاكتئاب لدى المهجرين. لهذا جميعنا يجب أن نعمل على تصميم برامج تدعمهم نفسيًا وتعيد لهم الشعور بالأمان من خلال ورش العمل الاجتماعية التي تعزز الانتماء للمجتمع الجديد.
4. دعم الأطفال والشباب:الأطفال والشباب هم الفئة الأكثر تأثرًا نفسيًا بالأحداث الماضية، حيث أنهم يعانون من مشكلات مثل التبول اللا إرادي، واضطرابات السلوك، وصعوبات التعلم. وسيكون إنشاء وحدات نفسية داخل المدارس خطوة أساسية ومُلحة لمساعدتهم على تجاوز هذه التحديات.
5. دعم نفسي للكوادر الوطنية: لا يمكن إغفال الدور النفسي للكوادر العاملة في مؤسسات الدولة الذين تحملوا مسؤوليات ضخمة في ظروف غير مسبوقة. وهنا يجب أن نخطط لتقديم برامج خاصة لتخفيف الإجهاد النفسي الناتج عن العمل في بيئات مليئة بالتوتر.
بالتأكيد أول ما يتطلبه هذا المشروع هو التعاون الوثيق بين الدولة والمجتمع المدني. لهذا ندعو الحكومة إلى سن قوانين تدعم حقوق المرضى النفسيين وتوفير الميزانيات اللازمة لتأسيس مصحات نفسية عامة. كما أننا سنسعى من خلال التواصل مع المجتمع الدولي كـ مؤسسات مدنية بأن يتم توفير الدعم الفني والمالي لإنجاح هذه المبادرات والبرامج.
نحن في اتحاد سوريا العهد الجديد نؤمن بأن معالجة الآثار النفسية للحقبة الماضية هي مسؤولية وطنية تتطلب منا جميعًا الوقوف يدًا واحدة لبناء مجتمع صحي ومتوازن. وعليه فإننا نضع الصحة النفسية في قلب أولوياتنا كخطوة أولى نحو بناء سوريا المستقبل، دولة العدل والسلام والإنسانية.
إن بناء مجتمع متعافٍ يتطلب مواجهة الجراح النفسية بشجاعة وإبداع. ونحن بدورنا نؤكد الإلتزام بهذه الرؤية وندعو الجميع للمشاركة في بناء سوريا جديدة، يكون فيها لكل مواطن فرصة حقيقية للتعافي والانطلاق نحو مستقبل أفضل.
أ.د فاتح رجوان / عضو اتحاد سوريا العهد الجديد
هنا يجب علينا كـ مجتمع شعبي ودولة وكـ اتحاد، أن ندرك أن بناء مستقبل سوريا في عهدها الجديد لا يمكن أن يتم دون معالجة هذه الجراح النفسية العميقة. وأيضاً، أن الصحة النفسية ليست رفاهية، بل هي حق أساسي وجزء لا يتجزأ من إعادة بناء الدولة والمجتمع. لذلك، تأتي رؤيتنا في تخطي هذا الموضوع كالتالي:
1. إنشاء مراكز دعم نفسي متخصصة:العمل والسعي لإقامة مراكز علاجية في مختلف المدن والمناطق، تكون قادرة على توفير جلسات العلاج النفسي السلوكي المعرفي (CBT) والعلاج الجماعي، إلى جانب الاستشارات الفردية والعائلية.
2. إطلاق برامج دعم للناجين من الاعتقال: الكثير ممن عانوا من التجربة القاسية للاعتقال يعانون من أعراض نفسية مثل اضطراب الكرب الحاد ( Acute Stress Disorder) أو متلازمة الذهان التفاعلي (Reactive Psychosis). لهذا نهدف إلى توفير ورش عمل ودورات تأهيلية تساعدهم على الاندماج من جديد في المجتمع وتجاوز آثار الصدمة.
3. الاهتمام بالنزوح وآثاره النفسية: التهجير القسري وما تبعه من فقدان للهوية والانتماء خلفا شعورًا عميقًا بالاغتراب والاكتئاب لدى المهجرين. لهذا جميعنا يجب أن نعمل على تصميم برامج تدعمهم نفسيًا وتعيد لهم الشعور بالأمان من خلال ورش العمل الاجتماعية التي تعزز الانتماء للمجتمع الجديد.
4. دعم الأطفال والشباب:الأطفال والشباب هم الفئة الأكثر تأثرًا نفسيًا بالأحداث الماضية، حيث أنهم يعانون من مشكلات مثل التبول اللا إرادي، واضطرابات السلوك، وصعوبات التعلم. وسيكون إنشاء وحدات نفسية داخل المدارس خطوة أساسية ومُلحة لمساعدتهم على تجاوز هذه التحديات.
5. دعم نفسي للكوادر الوطنية: لا يمكن إغفال الدور النفسي للكوادر العاملة في مؤسسات الدولة الذين تحملوا مسؤوليات ضخمة في ظروف غير مسبوقة. وهنا يجب أن نخطط لتقديم برامج خاصة لتخفيف الإجهاد النفسي الناتج عن العمل في بيئات مليئة بالتوتر.
الدور السياسي للدولة في دعم الصحة النفسية
بالتأكيد أول ما يتطلبه هذا المشروع هو التعاون الوثيق بين الدولة والمجتمع المدني. لهذا ندعو الحكومة إلى سن قوانين تدعم حقوق المرضى النفسيين وتوفير الميزانيات اللازمة لتأسيس مصحات نفسية عامة. كما أننا سنسعى من خلال التواصل مع المجتمع الدولي كـ مؤسسات مدنية بأن يتم توفير الدعم الفني والمالي لإنجاح هذه المبادرات والبرامج.
نحن في اتحاد سوريا العهد الجديد نؤمن بأن معالجة الآثار النفسية للحقبة الماضية هي مسؤولية وطنية تتطلب منا جميعًا الوقوف يدًا واحدة لبناء مجتمع صحي ومتوازن. وعليه فإننا نضع الصحة النفسية في قلب أولوياتنا كخطوة أولى نحو بناء سوريا المستقبل، دولة العدل والسلام والإنسانية.
إن بناء مجتمع متعافٍ يتطلب مواجهة الجراح النفسية بشجاعة وإبداع. ونحن بدورنا نؤكد الإلتزام بهذه الرؤية وندعو الجميع للمشاركة في بناء سوريا جديدة، يكون فيها لكل مواطن فرصة حقيقية للتعافي والانطلاق نحو مستقبل أفضل.
أ.د فاتح رجوان / عضو اتحاد سوريا العهد الجديد
طبيب نفسي متخصص في تشخيص وعلاج الاضطرابات النفسية والعاطفية، باستخدام أساليب علاجية مثل العلاج السلوكي المعرفي والأدوية. يسعى لتحسين الصحة النفسية للمرضى من خلال فهم عميق لاحتياجاتهم العاطفية والسلوكية ودعمهم في التغلب على التحديات النفسية.

إرسال تعليق